بحر الصمت
بحر الصمت
في كلِ أيامِ حياتي ...
في كل ثوانيها ودقائقها وساعاتها ...
وجدتُ عاملَ أيامي المشترك ...
ذلك الشيء الذي وُجد في كل تفاصيل حياتي ...
إنه الصمت !!!
بحرٌ من الصمت ...!!!
ما أطولك أيها الطريقُ الصامت !
سألوني من هي؟
فغرقتُ في بحرِ ذلك السؤال...
من هي؟
تلاطمت عليّ أمواجُ الصمت الهائج !!
لتوقظني لأجيب على ذلك السؤال ...
سؤالٌ عجزت عن إجابته سوى بتأمل ...
بالتأكيد أجبتُ بصمت ...
أخذت أتأملُ في ذلك البحر
هذه هي
هكذا أجابني البحر ...
ما أوسعك أيها البحر الصامت ...
تتربع في جميع أرجاء نفسي ...
لتجعلني عاجز عن الكلام إلا معك ...
كيف تحتمل العيش داخلي !!!
وأنا أحبسك لسنواتٍ طويلة ...
مالذي يعجبك في العيش معي ...
أم لأنني متعلق بك ...
وسعيد بوجودك ...
لأنك توفُر عليّ الكثير من عناء الكلام !!!
تنقذني من حديثٍ قد يكشف هويتها ...
ويفضح صورتها ..
التي أحتفظ بها لنفسي ...
لي " أنا "
عدتُ لسؤالي الذي اعتقدتُ أنني قد أجبتُ عليه ؟
هكذا علمني بحرُ الصمت ...
أن أكون موجة من أمواجه ...
أرتفع لأصل لأعلى ارتفاع ...
حتى إذا أحسستً بالعلو والرفعة ...
أعود لأهبط !!!
وأصلُ إلى قاعدتي الصفرية ...
ولا أكتفي بالمكوث عندها ...
إنما أهبط أهبط ...
لأصل إلى أدنى مستوى يضمه ذلك البحر ...
عندها أحس بأني لاشيء ...
بل أنني أقلُ من اللاشيء ...
موجةُ صمتي ...
تتلاطم وتعلو وتهبط ...
موجةٌ مترددة في بحرٍ واااااااااااسع ..